( الأرض كروية الشكل ولذلك تسمي الكرة الأرضية )
الأرض كروية الشكل
لطالما كانت دراسة شكل الأرض موضوع نقاش طويل عبر التاريخ. فقد آمن العديد من الفلاسفة والعلماء القدماء بكروية الأرض، بينما كان آخرون يعتقدون أنها مسطحة. ومع ذلك، فقد أُثبت في نهاية المطاف أن الأرض كروية الشكل من خلال الأدلة العلمية والقرائن المرصودة.
الأدلة التجريبية على كروية الأرض
- تغير شكل الظل عند خسوف القمر: خلال خسوف القمر، تُلقي الأرض بظل على القمر، ويظهر هذا الظل دائماً دائري الشكل، مما يشير إلى أن الأرض كروية.
- اختفاء السفن في الأفق: عندما تبحر السفن في البحر، تبدو وكأنها تغرق تدريجياً تحت الأفق، مما يدل على أن سطح الأرض منحني.
- إمكانية رؤية نجم القطب الشمالي من نصف الكرة الشمالي فقط: نجم القطب الشمالي ثابت في وضع عمودي تقريباً بالنسبة للقطب الشمالي للأرض، ولا يمكن رؤيته من نصف الكرة الجنوبي، مما يدل على انحناء سطح الأرض.
- صحة الجاذبية العالمية: وفقاً لقانون الجاذبية العالمية لنيوتن، تجذب كل كتلة في الكون كل كتلة أخرى بقوة تتناسب طردياً مع كتلتها وعكسياً مع مربع المسافة بينهما. وبما أن الأرض كتلة كروية، فإن الجاذبية تؤثر عليها في جميع الاتجاهات، مما يجعلها شكلية كروية.
- تصوير الفضاء الخارجي: توفر صور الأرض المأخوذة من الأقمار الصناعية والبعثات الفضائية دليلاً قاطعاً على كروية الأرض.
الحجج التاريخية المؤيدة لكروية الأرض
- فيثاغورس (القرن السادس قبل الميلاد): اقترح فيثاغورس أن الأرض هي كرة صغيرة يدور حول نار مركزية.
- أرسطو (القرن الرابع قبل الميلاد): استخدم أرسطو حججاً مختلفة لدعم كروية الأرض، بما في ذلك تغير شكل الظل عند خسوف القمر واختفاء السفن في الأفق.
- إراتوستينس (القرن الثالث قبل الميلاد): قام إراتوستينس بحساب محيط الأرض بدقة عالية نسبياً.
- بطليموس (القرن الثاني الميلادي): طور بطليموس نموذجاً مركزياً للأرض، وضع فيه الأرض في مركز الكون.
- البروني (القرن الحادي عشر الميلادي): أجرى البروني تجارب لتحديد نصف قطر الأرض.
الاعتراضات التاريخية على كروية الأرض
- أنكسيمندر (القرن السادس قبل الميلاد): اعتقد أنكسيمندر أن الأرض هي اسطوانة مسطحة.
- زينو (القرن الخامس قبل الميلاد): قدم زينو عدة حجج مضادة لكروية الأرض.
- الكنيسة المسيحية المبكرة: عارضت الكنيسة المسيحية المبكرة عقيدة أرسطو القائلة بأن الأرض كروية، لأن ذلك يتعارض مع تفسيرات الكتاب المقدس.
قبول كروية الأرض
في القرن السابع عشر، قدم نيكولاس كوبرنيكوس نموذجاً شمسي المركز للكون، حيث تدور الأرض حول الشمس. كما نشر جاليليو جاليلي وحجة قوية على كروية الأرض بناءً على ملاحظاتاته التلسكوبية لأقمار كوكب المشتري. وفي عام 1687، نشر إسحاق نيوتن قانون الجاذبية العالمية، والذي وفر أساساً علمياً لكروية الأرض.
قياسات شكل الأرض
باستخدام طرق المسح والجيوديسيا المتقدمة، تم قياس شكل الأرض بدقة كبيرة. وهي ليست كرة مثالية، بل بيضاوي مفلطح قليلاً عند القطبين ومتورم عند خط الاستواء. يُعرف هذا الشكل باسم “الكروي الأرضي”.
الآثار العملية لكروية الأرض
لكروية الأرض آثار عملية مهمة على حياتنا اليومية. فهي تؤثر على أنماط الطقس والمناخ عبر مختلف مناطق العالم. كما تحدد كروية الأرض المناطق الزمنية المختلفة وتساعد في تحديد الموقع باستخدام أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS).
الخلاصة
إن الأدلة العلمية والتاريخية والقرائن المرصودة تؤكد بشكل قاطع أن الأرض كروية الشكل. وهذا المفهوم له آثار عميقة على فهمنا للعالم من حولنا ويوفر الأساس للعديد من التطورات التكنولوجية الحديثة.