( الإكثار من شرب المشروبات السكرية المحفوظة أو المشروبات الغازية )
المشروبات السكرية.. خطر حقيقي على الصحة
تُعد المشروبات السكرية المحفوظة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، إلا أنها تُخفي تحت هذا الطعم اللذيذ خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسب عالية من السكر، سواء أكان مضافًا أم طبيعيًا، والذي توجد له العديد من التأثيرات السلبية على الجسم، لذلك أطلق عليها البعض “الموتى الصامتة” أو “السم الحلو”، وسنوضح خلال هذا المقال مخاطر الإكثار من شرب هذه المشروبات.
زيادة الوزن والسمنة
يحتوي كوب واحد من المشروبات السكرية على ما يقرب من 150 سعر حراري، وهي نسبة عالية من السعرات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الجسم يحول السكر الزائد إلى دهون تُخزن في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.
كما أن هذه المشروبات لا تُشعر بالشبع، وذلك لاحتوائها على سكر سريع الامتصاص، مما يدفع الشخص إلى تناول المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن بشكل أكبر.
وتُعد السمنة من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.
أمراض القلب والأوعية الدموية
يُعد الإفراط في تناول المشروبات السكرية أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من السكر، الذي يؤدي إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم، والتي تُعد من أنواع الدهون الضارة التي تترسب على جدران الشرايين وتؤدي إلى تضيقها وتصلبها.
كما أن هذه المشروبات تحتوي على مادة الفركتوز، وهي نوع من السكر الذي يؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم، والذي يُعد من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وتُعد أمراض القلب والأوعية الدموية من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، والإقلاع عن تناول المشروبات السكرية يُعد من الخطوات المهمة للوقاية من هذه الأمراض.
مرض السكري من النوع الثاني
يرتبط الإفراط في شرب المشروبات السكرية بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من السكر، الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يُجهد خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا الإجهاد إلى تلف خلايا البنكرياس وفقدان قدرتها على إنتاج الإنسولين، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ويُعد مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الكلى وفقدان البصر.
تسوس الأسنان
تحتوي المشروبات السكرية على نسبة عالية من السكر، والذي يُعد الغذاء الرئيسي لبكتيريا الفم التي تسبب تسوس الأسنان، وتماما مثل ما يحدث مع السكريات الموجودة في الأطعمة الأخرى، فإن السكريات الموجودة في المشروبات السكرية تتفاعل مع بكتيريا الفم لتكوين الأحماض التي تُذيب مينا الأسنان وتؤدي إلى تسوسها.
ويمكن أن يؤدي شرب المشروبات السكرية بانتظام إلى تآكل مينا الأسنان وزيادة خطر الإصابة بتسوس الأسنان، خاصةً عند الأطفال.
ويُعد تسوس الأسنان من المشاكل الصحية الشائعة التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير من خلال تقليل تناول المشروبات السكرية والحفاظ على نظافة الفم.
حصى الكلى
تُعد المشروبات السكرية عاملاً من عوامل الخطر للإصابة بحصى الكلى، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من الفركتوز، وهو نوع من السكر الذي يُحول في الجسم إلى حمض اليوريك، والذي يُعد من المكونات الرئيسية لحصى الكلى.
ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الفركتوز إلى زيادة مستويات حمض اليوريك في البول، مما يزيد من خطر تكوين حصى الكلى.
ويُعد حصى الكلى من المشاكل الصحية المؤلمة التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير من خلال تقليل تناول المشروبات السكرية والحفاظ على ترطيب الجسم.
حدوث الالتهابات
يرتبط الإفراط في تناول المشروبات السكرية بزيادة مستويات الالتهاب في الجسم، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من السكر، الذي يؤدي إلى زيادة إنتاج المركبات الالتهابية في الجسم.
ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.
وتُعد المشروبات السكرية من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم، لذلك يُنصح بالحد من تناولها للحفاظ على صحة جيدة.
اضطرابات الجهاز الهضمي
يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المشروبات السكرية إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والإسهال والانتفاخ والغازات، ويرجع السبب في ذلك إلى احتوائها على نسبة عالية من السكر، الذي يُمكن أن يؤدي إلى اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ويمكن أن يؤدي اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء إلى الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي، لذلك يُنصح بتقليل تناول المشروبات السكرية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الإفراط في تناول المشروبات السكرية يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من السكر الذي يُحفز إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة والرضا، ولكن هذا الشعور لا يدوم طويلاً، وسرعان ما يعود الشخص إلى شرب المزيد من هذه المشروبات للحصول على نفس الشعور، وهذا يُعد نوعًا من الإدمان السلوكي.
في الختام
الإكثار من شرب المشروبات السكرية المحفوظة أو المشروبات الغازية له تأثيرات خطيرة على الصحة العامة، لذلك يُنصح بتقليل تناولها قدر الإمكان، واستبدالها بالمشروبات الصحية مثل الماء والعصائر الطبيعية الخالية من السكر، والحفاظ على نمط حياة صحي يشمل اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، للوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على صحة جيدة.