( الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني يكنى بأبي رضي الله عنه )
الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني، يكنى بأبي، من السابقين إلى الإسلام، وأحد المبشرين بالجنة، عرف بحسن خلقه وتقواه وشجاعته، وولى إمارة العديد من المناطق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
نشأته وعائلته
ولد عقبة بن عامر رضي الله عنه في الجهينة، وهي قبيلة من قيس عيلان، ونشأ في بيئة بسيطة ومحافظة، وكان شاباً قوي البنية، حاد الذكاء، معروفاً بأمانته وصدقه.
تزوج عقبة بن عامر من أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنهما، وأنجب منها عدة أولاد وبنات، منهم عبد الله وعثمان وميمونة.
إسلامه ومشاركته في الغزوات
أسلم عقبة بن عامر رضي الله عنه في السنة الثانية من الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وشارك في غزوة بدر وأحد والخندق وغيرها من الغزوات.
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه من الفرسان الشجعان، واشتهر بدوره البارز في معركة بدر، حيث كان أحد الذين حموا النبي صلى الله عليه وسلم من كتيبة المشركين.
شارك عقبة بن عامر رضي الله عنه في فتح مكة، وكان ممن حاصر حصن الطائف، وفي عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، شارك في حروب الردة.
توليه الإمارة
ولى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر رضي الله عنه على عدد من المناطق، منها الجهينة وسرية تجاه الغطفان، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولاه على حمص.
وبعد فتح مصر، ولاه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمارة مصر، فكان حاكماً عادلاً يحكم بالعدل والرحمة، واهتم بتعمير البلاد ونشر الإسلام.
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولاه إمارة إفريقيا، ففتح العديد من المناطق ونشر الإسلام في تلك البلاد، واستشهد رضي الله عنه في معركة ذات الصواري.
صفاته وأخلاقه
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه رجلاً طويلاً حسن الوجه، قوي البنية، معروفاً بشجاعته وإقدامه والتزامه بتعاليم الإسلام.
كان رضي الله عنه من الزهاد العابدين، وكان ورعاً تقياً، يحب الصدقة والإحسان، وكان مثالاً رائعاً للصحابي المجاهد الذي وهب حياته لخدمة الإسلام ونشر تعاليمه.
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه محبوباً من قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بشره بالجنة، فكان من السبعة الذين شهد لهم النبي بالجنة.
منزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم
أحب النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر رضي الله عنه، وقد بشره بالجنة، وقال عنه: “عقبة بن عامر من أهل الجنة”.
كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “ما على الأرض أحد أحب إليّ في صحبته من عقبة بن عامر”.
كان عقبة بن عامر رضي الله عنه محبوباً من قبل النبي صلى الله عليه وسلم لصفاته الحميدة وأخلاقه الرفيعة، ولإخلاصه في خدمة الإسلام.
استشهاده
استشهد عقبة بن عامر رضي الله عنه في معركة ذات الصواري البحرية، وهي معركة بحرية وقعت بين المسلمين والروم في البحر الأبيض المتوسط.
قاد عقبة بن عامر رضي الله عنه المسلمين في هذه المعركة، وكان من أوائل الشهداء، حيث استشهد وهو يدافع عن الإسلام ونشر تعاليمه.
رحم الله عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته.
خلاصة
كان عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه من الصحابة الأجلاء الذين أسلموا في وقت مبكر وشاركوا في نشر الإسلام والدفاع عنه.
تولى عقبة بن عامر رضي الله عنه إمارة العديد من المناطق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
كان عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه رجلاً شجاعاً عادلاً زاهداً ورعاً، أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه من أهل الجنة.