( الطاعات المذكورة في هذا الحديث هي التي تكفر الذنوب دون ما سواها من الطاعات صح أم خطأ )
العبادات المذكورة في هذا الحديث هي التي تكفر الذنوب دون ما سواها من العبادات
مقدمة
ورد في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تبين فضل بعض العبادات وأثرها في تكفير الذنوب، ومن هذه الأحاديث ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن، ما لم تُغش الكبائر”.
وقد اختلف العلماء في فهم هذا الحديث، فذهب بعضهم إلى أن العبادات المذكورة في هذا الحديث هي التي تكفر الذنوب دون ما سواها من العبادات، بينما ذهب آخرون إلى أن هذه العبادات هي من أعظم ما يكفر الذنوب، وأن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب أيضاً.
شروط تكفير الذنوب بالعبادات المذكورة في الحديث
لتكفير الذنوب بالعبادات المذكورة في الحديث لا بد من توفر شروط، منها:
- الإخلاص في العبادة لله تعالى.
- اجتناب الكبائر.
- المداومة على العبادة.
أقوال العلماء في الحديث
اختلف العلماء في فهم الحديث، ويمكن تقسيم أقوالهم إلى ثلاثة أقوال رئيسية:
- القول الأول: العبادات المذكورة في الحديث هي التي تكفر الذنوب دون ما سواها، وهو قول الحنفية.
- القول الثاني: العبادات المذكورة في الحديث هي من أعظم ما يكفر الذنوب، ولكن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب أيضًا، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة.
- القول الثالث: الحديث محمول على الندب وليس على الوجوب، وهو قول بعض أهل العلم.
أدلة القائلين بأن العبادات المذكورة في الحديث تكفر الذنوب دون ما سواها
استدل القائلون بأن العبادات المذكورة في الحديث هي التي تكفر الذنوب دون ما سواها بعدة أدلة، منها:
- عموم لفظ الحديث، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الصلاة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن”، ولم يستثن شيئًا.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “من حافظ على الصلوات الخمس دخل الجنة”، وهذا يدل على أن الصلاة تكفر الذنوب.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “الصوم جُنة”، وهذا يدل على أن الصوم يكفر الذنوب.
أدلة القائلين بأن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب
استدل القائلون بأن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب بعدة أدلة، منها:
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “من تصدق بصدقة جارية، كُتبت له حسناتها من يوم تصدق بها إلى يوم القيامة”، وهذا يدل على أن الصدقة الجارية تكفر الذنوب.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه”، وهذا يدل على أن الحج يكفر الذنوب.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: “الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لمن يشاء من عباده”، وهذا يدل على أن الجهاد يكفر الذنوب.
الترجيح بين الأقوال
الأقرب إلى الصواب هو القول الثاني، وهو أن العبادات المذكورة في الحديث هي من أعظم ما يكفر الذنوب، ولكن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب أيضًا.
وذلك لأن الأدلة الواردة في هذا الباب تدل على أن العبادات المذكورة في الحديث، وغيرها من العبادات الصالحة، جميعها قد تكفر الذنوب، وذلك بحسب تضافر الدواعي، وصلاح الأعمال، وكثرتها، ومداومة العبد عليها.
والله أعلم.
الخاتمة
العبادات المذكورة في الحديث هي من أعظم ما يكفر الذنوب، ولكن هناك عبادات أخرى قد تكفر الذنوب أيضًا.
ولكي تكفر العبادة الذنوب لا بد من توفر شروط، منها الإخلاص في العبادة، واجتناب الكبائر، والمداومة على العبادة.
والله الموفق للصواب.