( الفرق بين نواقض الإيمان ومنقصاته )
الفرق بين نواقض الإيمان ومنقصاته
الإيمان هو الركن الأساسي للإسلام، وهو التصديق الجازم بكل ما جاء به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من عند الله تعالى، سواء كان ذلك متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق، والإيمان واجب على كل مكلف، ومطلوب منه الحفاظ عليه وتجنب ما يناقضه أو ينقصه.
نواقض الإيمان
نواقض الإيمان هي الأمور التي إذا أتى بها المكلف يخرج من الملة ويُكفر عن دينه، وهي أمور صريحة ليس فيها أي لبس أو تأويل، ومنها:
- الشرك بالله تعالى، بأن يعتقد المكلف أن هناك إلهًا أو ربًا غير الله، أو أن هناك من يشرك مع الله في ألوهيته أو ربوبيته.
- إنكار ما علم من الدين بالضرورة، مثل إنكار وجوب الصلاة أو زكاة الفطر أو الحج، وغيرها من الأمور التي يعلمها كل مسلم بالضرورة.
- السحر والشعوذة، فالسحر هو التكلم بكلمات أو القيام بأفعال يزعم أنها تؤثر في العالم المادي أو في حياة الناس، والشعوذة هي الادعاء بمعرفة الغيب أو القدرة على التأثير فيه.
- الاستهزاء بالدين أو بالأنبياء أو بالكتب السماوية، أو السخرية منها، أو تكذيبها أو الطعن في صحتها.
- سب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو سب أحد من الأنبياء أو الملائكة أو الصحابة.
- اعتقاد جواز ترك شيء من فرائض الإسلام أو الكفر بشيء منها، كمن يعتقد جواز ترك الصلاة أو الصيام.
- الردة عن الإسلام بعد الدخول فيه، وذلك بأن يكفر المكلف بالإسلام أو ينطق بكلمة الكفر، أو يفعل فعل الكفر، أو يترك فعل الإسلام.
ومن المعلوم أن نواقض الإيمان لا تحتمل التأويل ولا اللبس، ولا يجوز للمسلم أن يتساهل فيها أو يقلل من خطرها، بل عليه أن يبتعد عنها ويحذرها.
منقصات الإيمان
منقصات الإيمان هي الأمور التي ينقص بها إيمان المسلم، ولكنها لا تخرجه من الملة ولا تُكفره عن دينه، ومنها:
- الكبائر، وهي الذنوب العظام التي نهى الله تعالى عنها ورتب عليها عقوبات شديدة، مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بغير حق.
- الصغائر، وهي الذنوب التي لا تعتبر كبيرة، ولكنها تؤثر في إيمان المسلم وتنقص منه، مثل الغيبة والنميمة والكذب.
- الرياء، وهو التظاهر بالعبادة أو فعل الخير طلبًا لمدح الناس أو ثنائهم.
- الحسد، وهو تمني زوال النعمة عن الغير، أو تمني حصولها لنفسه.
- الكبر، وهو تعظيم النفس وتفضيلها على الآخرين، ومن علاماته الاحتقار للناس والتعالي عليهم.
- ترك السنن والنوافل، فترك السنن والنوافل من منقصات الإيمان، وإن كان لا يُكفر فاعلها.
- ترك الدعاء، فالدعاء من أهم أسباب زيادة الإيمان وتقويته، وتركه من منقصاته.
الفرق بين نواقض الإيمان ومنقصاته
يتضح الفرق بين نواقض الإيمان ومنقصاته في النقاط التالية:
- نواقض الإيمان تُخرج المكلف من الملة وتُكفره عن دينه، بينما منقصات الإيمان لا تخرجه من الملة ولا تُكفره عن دينه.
- نواقض الإيمان صريحة لا تحتمل التأويل، بينما منقصات الإيمان يحتمل بعضها التأويل والاجتهاد.
- التوبة من نواقض الإيمان واجبة وشرطها الإسلام، بينما التوبة من منقصات الإيمان مستحبة ولكنها ليست شرطًا للإيمان.
ختامًا
الإيمان هو أهم أركان الإسلام، وعلى المسلم أن يحرص على حفظه وتقويته، والابتعاد عن كل ما يناقضه أو ينقصه، والإيمان يزيد وينقص، فالعبد مطالب بأن يزيد إيمانه دائمًا بالطاعات والقربات، وأن يتجنب المعاصي والذنوب، نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على دينه المستقيم وأن يجعلنا من الصادقين في إيمانهم.