(جعل شريك مع الله في ربوبيته أو الوهيته أو اسمائه وصفاته ) تعريف
جعل شريك مع الله في ربوبيته أو الوهيته أو اسمائه وصفاته
إن الشرك بالله تعالى من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وهو أن يجعل العبد مع الله تعالى شريكًا في ربوبيته، أو ألوهيته، أو أسمائه وصفاته، وهذا الشرك يناقض أصل التوحيد وهو إفراد الله تعالى بالعبادة، وقد حذر الله تعالى من الشرك وجعله من أعظم الذنوب، فقال: (إن الشرك لظلم عظيم)، وقال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقال: (فمن أشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا)، وقال: (اتقوا الله واجتنبوا الشرك)، وقال: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا).
أنواع الشرك
ينقسم الشرك إلى نوعين: شرك أكبر وشرك أصغر.
1. الشرك الأكبر
وهو الشرك الذي يخرج صاحبه عن الإسلام ويجعله مرتدًا، ومن أنواعه:
- الشرك في الربوبية: وهو أن يعتقد العبد أن هناك خالقًا لجميع المخلوقات مشاركًا لله تعالى، أو أن هناك خالقًا لكل نوع من المخلوقات، أو أن هناك خالقًا معينًا لكل شيء، وأن الله تعالى ليس هو الخالق الوحيد للكون.
- الشرك في الألوهية: وهو أن يعتقد العبد أن هناك إلهًا آخر مع الله تعالى، أو أن هناك إلهًا آخر يعبد معه، أو أن هناك إلهًا آخر يستحق أن يعبد معه.
- الشرك في الأسماء والصفات: وهو أن يعتقد العبد أن هناك أسماء أو صفات تختص بها المخلوقات دون الله تعالى، أو أن هناك أسماء أو صفات مشتركة بين الله تعالى والمخلوقات، أو أن هناك أسماء أو صفات لله تعالى ليست هي الأسماء والصفات الحقيقية له.
2. الشرك الأصغر
وهو الشرك الذي لا يخرج صاحبه عن الإسلام، ولكنه ينقص إيمانه وعمله، ومن أنواعه:
- الشرك الخفي: وهو الشرك الذي يقع فيه المسلم دون أن يشعر، مثل الرياء، والسمعة، والأنس بالناس.
- الشرك الجلي: وهو الشرك الذي يقع فيه المسلم على وجه الصراحة والوضوح، مثل التعلق بالقبور والأولياء، والاستغاثة بالأموات، والذبح لهم.
- الشرك المشرك: وهو الشرك الذي يقع فيه المسلم بإرادته الكاملة، مثل السحر والكفر، وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
حكم الشرك
إن الشرك من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد حذر الله تعالى منه وجعله من أعظم الذنوب، واتفق أهل العلم على أن الشرك الأكبر يخرج صاحبه عن الإسلام ويجعله مرتدًا، وأن الشرك الأصغر ينقص إيمان المسلم وعمله، ولكنه لا يخرجه عن الإسلام.
أسباب الشرك
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشرك بالله تعالى، ومن أهمها:
- الجهل بالله تعالى: فإذا لم يعرف العبد الله تعالى حق معرفته، فقد يقع في الشرك به.
- الضعف في الإيمان: فإذا كان إيمان العبد ضعيفًا، فقد يقع في الشرك بالله تعالى.
- التعلق بالمخلوقات: فإذا تعلق العبد بالمخلوقات، فقد يقع في الشرك بالله تعالى.
عقوبة الشرك
إن عقوبة الشرك عظيمة جدًا، فقد توعد الله تعالى المشركين بالعذاب الشديد، فقال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقال: (فمن أشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا)، وقال: (إن المشركين في نار جهنم خالدين فيها)، وقال: (إن الله حرم الجنة على المشركين).
التوبة من الشرك
إذا وقع العبد في الشرك، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، والتوبة من الشرك تكون بالإقرار بالتوحيد والإيمان به، والتبرؤ من الشرك وأهله، والندم على ما فعل، والعزم على عدم العودة إليه، قال الله تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا).
الوقاية من الشرك
لتلافي الوقوع بالشرك يجب تزكية النفس والعناية بها وتربيتها على الإيمان بالله عز وجل وتدريسها معاني التوحيد وأدلتها، والتدبر في آيات الله والتفكر في آلائه، وتقوية الإيمان بالله تعالى، والابتعاد عن أسباب الشرك، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.