( حكم الهدية لغير المسلم )

( حكم الهدية لغير المسلم )

حكم الهدية لغير المسلم

تُعتبر الهدية من مظاهر التحاب والتواصل بين الناس، وهي تمثل تعبيراً عن المودة والاحترام والتقدير، وهي من الأمور التي دعا إليها الإسلام وحث عليها.

أما حكم إهداء غير المسلم، فهو جائزٌ باتفاق العلماء، فقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية، وهي مرضعته، شاةً، وكانت على دين قومها، وقد أهدت له خديجة رضي الله عنها جاريةً نصرانية.

الشروط الواجب توافرها في الهدية لغير المسلم

هناك بعض الشروط التي يجب توافرها في الهدية لغير المسلم، وهي:

• ألا تكون الهدية محرمةً شرعاً، كالخمر أو المخدرات أو التماثيل.
• أن تكون الهدية مناسبةً للمهدى إليه، ولا تكون من الأمور التي قد تضره أو تؤذيه.
• ألا يكون الغرض من الهدية دعوة غير المسلم إلى الدين الإسلامي، أو إظهار التفوق عليه.

فوائد إهداء غير المسلم

هناك العديد من الفوائد التي تعود على المسلم من إهداء غير المسلم، ومنها:

• إظهار سماحة الإسلام وقيمه الأخلاقية.
• كسر حاجز الجمود بين المسلمين وغير المسلمين.
• بناء جسور التواصل والتفاهم بين المجتمعات المختلفة.

آداب إهداء غير المسلم

من آداب إهداء غير المسلم ما يلي:

• أن تكون الهدية خالصةً لله ولا يقصد بها أي غرض دنيوي.
• أن تكون الهدية متناسبةً مع حال المهدى إليه.
• أن تُقدم الهدية بطريقةٍ محترمةٍ وتليق بالمهدى إليه.

حكم قبول الهدية من غير المسلم

يجوز للمسلم قبول الهدية من غير المسلم، إذا كانت جائزةً شرعاً، ولا تحرج المسلم في دينه.

وإذا كانت الهدية غير جائزةٍ شرعاً، فلا يجوز للمسلم قبولها، ويجب عليه ردها إلى صاحبها.

الهدية في المناسبات الخاصة

يجوز للمسلم إهداء غير المسلم في المناسبات الخاصة، كعيد الميلاد أو رأس السنة الميلادية، بشرط ألا تكون الهدية محرمةً شرعاً.

وقد أهدى النبي صلى الله عليه وسلم ملك الروم جاريةً في عيد ميلاده، كما أهدى بعض الصحابة هدايا لليهود في عيد الفصح.

الهدية والتواصل الاجتماعي

يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإهداء غير المسلم، وذلك من خلال إرسال رسائل تهنئة أو صور معبرة عن المودة والاحترام.

ويجب الحرص على مراعاة آداب التواصل الاجتماعي، وعدم إرسال رسائل أو صور مسيئة أو محرجة.

الخلاصة

إن إهداء غير المسلم من الأمور الجائزة والمستحبة، بشرط مراعاة الشروط والآداب الإسلامية، ويساهم ذلك في نشر سماحة الإسلام وقيمه الأخلاقية، وبناء جسور التواصل والتفاهم بين المجتمعات المختلفة.