( في طلب يوسف سؤال النسوة قبل خروجه دلالة على حكمته وحلمه كيف ذلك )
في طلب يوسف سؤال النسوة قبل خروجه دلالة على حكمته وحلمه
تعتبر قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- في القرآن الكريم مليئة بالحِكَم والعِبَر، ومن بين تلك الحِكَم ما حدث بعد أن طلب سيدنا يوسف من الملك أن يرسله ليعلم بمؤامرة النساء اللائي قطعن أيديهن، والتي تتمثل في الآتي:
1. حكمته في طلب رؤية النساء
لم يطلب سيدنا يوسف رؤية النساء بدافع الفضول أو الرغبة في الكيد لهن، وإنما جاء طلبه من باب الحكمة والتدبير، فقد كان يعلم أن حيلة النساء في طلبهن له ستنعكس عليه بالسوء، لذلك أراد أن يبطل هذه الحيلة قبل أن يتورط فيها.
2. رباطة جأشه وحُسن تصرفه
عندما دخل سيدنا يوسف على النساء اللائي قطعن أيديهن، لم يظهر عليه أي علامات الارتباك أو الخوف، بل كان رزينًا ومُتزنًا، فلم يوبخهن أو يوبخن أحدًا، بل طلب منهن فقط أن يُرين له ما قطعن من أيديهن، فكانت إجابتهن دليلاً على مؤامرتهن وحقدهن عليه.
3. صبره على المحن والبلاء
تحمل سيدنا يوسف -عليه السلام- الكثير من المحن والبلاء في حياته، فبعد أن ألقاه إخوته في الجب، ثم بيعه في سوق الرقيق، وإلقاءه في السجن ظلماً، إلا أنه لم يفقد الأمل في نصر الله تعالى، وظل ممسكًا بعُرى الإيمان والتقوى.
4. عدم الاندفاع في الغضب
لم يظهر سيدنا يوسف أي غضب أو استياء من النساء اللائي قطعن أيديهن، ولم يسعَ إلى الانتقام منهن، بل كان صبورًا وحليمًا، وضبط نفسه عن التصرف بأي شكل من أشكال العنف أو الانتقام.
5. حفظه للأسرار
لم يفصح سيدنا يوسف عن مؤامرة النساء التي اكتشفها بعد أن طلب منهن أن يُرين له ما قطعن من أيديهن، بل كتم الأمر في نفسه، ولم يخبر به أحدًا، مما يدل على أنه كان حريصًا على حفظ الأسرار وحماية الآخرين.
6. ثقته في حكم الله تعالى
لم يترك سيدنا يوسف الأمر لمجرد تصرفه هو، بل لجأ إلى الله تعالى وتوكل عليه، فكان دائمًا يردد الدعاء ويطلب من الله تعالى أن ينصره على أعدائه.
7. نجاحه في إبطال الحيلة
نجح سيدنا يوسف -عليه السلام- في إبطال حيلة النساء التي خططن لها للإيقاع به، وذلك بدهائه وحكمته ورباطة جأشه، مما يدل على أنه كان رجلاً ذكيًا ومدبرًا.
وفي الختام، فإن قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- في طلب رؤية النساء قبل خروجه من السجن تُعد درسًا مهمًا في الحكمة والحلم والتقوى، كما تُظهر أن الله تعالى دائمًا مع الذين يتقونه وينتصر لهم في النهاية.