( قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هي قريش صح أم خطأ )

( قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هي قريش صح أم خطأ )

قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هي قريش، صح أم خطأ؟

قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هي قريش، وهذه حقيقة لا خلاف عليها بين المسلمين. فقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وهي عاصمة قبيلة قريش، ونشأ في كنفها حتى بعثه الله رسولا للعالمين. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية نصوص كثيرة تؤكد هذه الحقيقة.

1. الأدلة من القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم ذكر قبيلة قريش في العديد من الآيات، منها قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ الْقُرَى الْأُخْرَى لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (القصص: 47). وفي هذه الآية إشارة واضحة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، حيث لو نزل القرآن على غيرهم لقالوا لماذا لم يرسل إلينا رسولا.

ومن الآيات التي تدل على انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش قوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا اسْتَمِعُوا سَأَدْعُو الدَّاعِينَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ تَقِنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (الشعراء: 214). وهذه الآية نزلت في شأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاه قريش إلى عبادة آلهتهم، فدعاهم إلى عبادة الله وحده.

وتدل هذه الآيات وغيرها على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، وأن دعوته موجهة إلى قومه في المقام الأول.

2. الأدلة من السنة النبوية

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا أفصح العرب بيد أني من قريش”. وفي رواية أخرى قال: “أنا من قريش وأنا أفصح من نزل القرآن بلسانه”.

ومن الأحاديث التي تدل على انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله اختار كنانة من ولد إسماعيل، واختار قريشا من كنانة، واختار بني هاشم من قريش، واختارني من بني هاشم”.

وتدل هذه الأحاديث وغيرها على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، وأن هذه القبيلة هي من أشرف القبائل العربية.

3. شجرة نسب النبي صلى الله عليه وسلم

ورد في كتب السيرة والتاريخ شجرة نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي متفق عليها بين علماء النسب. وتبدأ شجرة النسب بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تنتهي إلى عدنان وهو أول من قحط العرب. وبعد عدنان تختلف الروايات في عدد الآباء الذين تخللوا بينه وبين إسماعيل عليه السلام.

وعلى أي حال فإن هذه الشجرة توضح أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، وأن قريشا من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

4. مكانة قريش بين القبائل العربية

كانت قبيلة قريش من أشرف القبائل العربية وأكثرها مكانة، وكان لها الريادة والسيادة على سائر القبائل. وكانت قريش قوما تجارا، وكانوا يتاجرون بين اليمن والشام والعراق ومصر. وكانوا أيضا أهل خبرة في إدارة الحج وإدارة البيت الحرام.

وتدل مكانة قريش بين القبائل العربية على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى أشرف القبائل العربية، وأن هذه القبيلة هي أهل لقيادة العرب.

5. دور قريش في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم

كان لقريش دور كبير في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت هي أول من عارض دعوته وحاربه. وقد قاتلت قريش النبي صلى الله عليه وسلم في غزوات بدر وأحد والاحزاب. ولكن رغم ذلك فقد دخل الكثير من قريش في الإسلام، إما في مكة أو بعد فتحها.

وتدل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على أن قريش كانت لها مكانة كبيرة في دعوته، وأنها هي أول من عارض دعوته وحاربه، ثم هي أول من دخل في الإسلام.

6. موقف الصحابة من انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش

لم يكن الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش، بل كانوا يتفاخرون بذلك. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه وفد من العرب، قال لهم: انزلوا حيث شئتم، فإنكم في آل الله”.

وتدل هذه الرواية وغيرها على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، وأنهم كانوا يتفاخرون بذلك.

7. موقف الأمة الإسلامية من انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قريش

لقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتمي إلى قبيلة قريش، ولم يختلف في ذلك اثنان من المسلمين. وقد ورد في كتب العقيدة والفقه والتاريخ والسيرة عشرات الأدلة على ذلك.

وتدل إجماع الأمة الإسلامية على انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش على أن هذا الاعتقاد هو من العقائد القطعية التي لا يجوز الشك فيها.

خاتمة

وبناء على ما تقدم يتبين أن قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هي قريش، وأن هذه الحقيقة لا خلاف عليها بين المسلمين. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية شواهد كثيرة تؤكد هذه الحقيقة. كما أن شجرة نسب النبي صلى الله عليه وسلم توضح أنه ينتمي إلى قبيلة قريش. وقد كانت قريش من أشرف القبائل العربية وأكثرها مكانة، وكان لها دور كبير في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أجمعت الأمة الإسلامية على انتماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش، وهذا الاعتقاد من العقائد القطعية التي لا يجوز الشك فيها.

أضف تعليق