(من عادى لي ولياً) إثبات صفة الله عز وجل وهي صفة

(من عادى لي ولياً) إثبات صفة الله عز وجل وهي صفة

إثبات صفة (ولي) لله عز وجل

مقدمة

صِفَة (ولي) من صفات الكمال لله عز وجل، وهي تدل على عده معاني منها النصرة والإعانة والتدبير، وفي هذا المقال سنتوسع في شرح وإثبات هذه الصفة لله عز وجل.

أولاً: تعريف صفة (ولي)

الولى في اللغة هو النصير والمعين، أما شرعًا فتعني: من يقوم بتدبير أمر المرء وحفظه ونصره.

وهذه الصفة لا تثبت إلا لله عز وجل، فالله هو المتفرد بالنصرة الحقيقية والإعانة التامة، فلا أحد سواه قادر على نصر عباده وإعانتهم.

وقد ورد في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تثبت هذه الصفة لله عز وجل، قال تعالى: «وأن تصروا فإن الله مولاه» (محمد: 11)، وقال تعالى: «ولا غالب إلا الله» (الأحقاف: 36).

ثانيًا: دليل عقلي على صفة (ولي)

من الأدلة العقلية على صفة (ولي) لله عز وجل، أنه رب العالمين وخالقهم، قال تعالى: «الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش رحمن فأسل عن ذي الولى النعم» (سورة السجدة: 4)، فكونه خالقًا للعالمين يدل على أنه المتصرف فيهم الناصر لهم المعين لهم.

كما أن كون الله عز وجل غنيًا عن العالمين، قال تعالى: «وإن الله لغني عن العالمين» (آل عمران: 97)، يدل على أنه لا يحتاج إلى نصر ولا إعانة من أحد، بل هو وحده القادر على نصر عباده وإعانتهم.

ومن الأدلة العقلية أيضًا على صفة (ولي) لله عز وجل، أنه العالم بكل شيء، قال تعالى: «عالم الغيب والشهادة» (الأنعام: 73)، فكونه عالمًا بكل شيء يدل على أنه قادر على تدبير أمور عباده وحفظهم ونصرهم.

ثالثًا: دليل نقلي على صفة (ولي)

الدليل النقلي على صفة (ولي) لله عز وجل كثير، منها قول الله تعالى: «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير» (الأنعام: 17)، وقول تعالى: «وإنه هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فاعل لما يريد» (غافر: 3-4)، وقوله تعالى: «وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وهو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش رحمن فأسل عن ذي الولى النعم» (سورة السجدة: 12-13).

وقد ورد في السنة النبوية أيضًا كثير من الأحاديث التي تثبت صفة (ولي) لله عز وجل، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تقوم فيه فصل، فإن لم تستطع فاقرأ آية من القرآن»، وحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس أحد أحب إلى الله من امرئ مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله»، وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان لله وليا يكفيه الله أمر الدنيا والآخرة».

رابعًا: معاني صفة (ولي)

لصفة (ولي) لله عز وجل معان عديدة، منها:

  • النصرة والإعانة:
  • فالله عز وجل هو الناصر لعباده والمعين لهم على تحقيق أهدافهم ومصالحهم.

  • التدبير:
  • فالله عز وجل هو المدبر لأمور عباده، وهو المتصرف في شؤونهم، يقدر لهم الخير ويصرف عنهم الشر.

  • الولاية:
  • فالله عز وجل هو المالك الحقيقي للعالمين، وهو المتصرف فيهم بأحكامه، فلا يملك أحد من خلقه التصرف فيهم إلا بإذنه.

  • الرحمة والمحبة:
  • فالله عز وجل هو الرحمن الرحيم، وهو الذي يحب عباده ويوليهم رحمته وفضله.

  • الإجابة:
  • فالله عز وجل هو المجيب لدعوات عباده، وهو الذي يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم.

خامسًا: حكم صفة (ولي)

صفة (ولي) لله عز وجل حكمها ثبوت، ولا يجوز نفيها عنه، لأنها من صفات الكمال التي تدل على عظمة الله وقدرته ونعمته على عباده.

ومن ينفي صفة (ولي) عن الله عز وجل فهو كافر ضال، لأن نفي صفة من صفات الله كفر بالله عز وجل.

ويجب على المسلم أن يوقن أن الله عز وجل هو ولي المؤمنين، وأنه الناصر لهم والمعين لهم، وأن يتوكل عليه في كل أموره، وأن يدعوه ويسأله من فضله، وأن يتضرع إليه بخشوع وإخلاص، فإن الله عز وجل هو القريب المجيب.

سادسًا: فوائد معرفة صفة (ولي) لله عز وجل

لمعرفة صفة (ولي) لله عز وجل فوائد كثيرة، منها:

  • تقوية الإيمان بالله تعالى:
  • فمعرفة أن الله عز وجل هو الناصر والمعين يزيد الإيمان به ويقوي الثقة به.

  • تحقيق التوكل على الله تعالى:
  • فمن عرف أن الله عز وجل هو ولي المؤمنين توكل عليه في كل أموره وأسلم له أمره.

  • اللجوء إلى الله تعالى في الشدائد:
  • فمعرفة أن الله عز وجل هو الناصر والمعين يجعل المسلم يلجأ إليه في شدائده ويستعين به على مصائبه.

  • الابتعاد عن الشرك بالله تعالى:
  • فمعرفة أن الله عز وجل هو ولي المؤمنين يجعل المسلم يعبد الله وحده ولا يشرك به أحدًا.

  • تحقيق المحبة لله تعالى:
  • فمعرفة أن الله عز وجل هو الناصر والمعين يحب المسلم ربه ويخلص له العبادة.

سابعًا: الخاتمة

صفة (ولي) لله عز وجل من صفات الكمال التي تدل على عظمته وقدرته ونعمته على عباده، وقد ثبتت هذه الصفة لله عز وجل بالأدلة العقلية والنقلية، ولها معان كثيرة منها النصرة والإعانة والتدبير، ومن فوائد معرفة هذه الصفة تقوية الإيمان بالله وتحقيق التوكل عليه واللجوء إليه في الشدائد والابتعاد عن الشرك بالله وتحقيق المحبة لله تعالى.

أضف تعليق