(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

وإنك لعلى خلق عظيم

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

نزلت هذه الآية الكريمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد حادثة الإفك، حينما اتهمته بعض المنافقين بالباطل والزور، وجاءت براءته من فوق سبع سماوات، لتكون شهادة إلهية على طهارته وسمو أخلاقه، ولتبين للناس جميعًا بأن الله اصطفاه على خلقه واصطفى رسالته له.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

طهر القلب وصفاء السريرة

من أبرز ما امتاز به خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طهارة قلبه وصفاء سريرته، فقد كان قلبه نقيًا من كل دنس أو أذى، وكانت نفسه مطمئنة واثقة من لطف الله وعنايته، فلم يكن في قلبه ذرة من كبر أو غرور أو حسد.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتصف بالرحمة والشفقة والإحسان، فكان يكرم الضيف ويحنو على الضعيف ويصل الرحم ويعطف على المسكين، وكان يتعفف عن المال الحرام ويحرص على كسب الحلال.

وعندما يحل شهر رمضان كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزداد إحسانًا إلى الناس وصدقة عليهم، فكان يطعم الجائع ويكسو العاري ويفك الأسرى ويساعد المحتاجين، وكان يجود بنفسه وماله في سبيل الله.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

الأخلاق الحميدة والسلوك القويم

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثالاً أعلى في الأخلاق الحميدة والسلوك القويم، فقد كان صادقًا أمينًا وفيًا للأمانة، وكان يتحلى بالصبر والحلم في أشد المواقف، وكان يتسامح مع من ظلمه ويعفو عن من آذاه.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شديد الحياء والعفة، فكان لا يحب أن يرى الناس عورته أو أن يسمعوا كلامه في أمور شخصية، وكان يتحاشى كل ما يخالف الشرع أو يخدش الحياء.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة حسنة في جميع أمور حياته، فكان يأكل الطعام ويجلس ويمشي وينام كما يأكل المسلمون ويجلسون ويمشون وينامون، وكان يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ويساعدهم في حل مشاكلهم.

الحكمة والفطنة وجودة الرأي

منحه الله -عز وجل- الحكمة والفطنة وجودة الرأي، فكان يتصرف في جميع المواقف بحكمة وروية، وكان يتخذ القرارات الصائبة في أحلك الظروف، وكان يعرف كيف يتعامل مع الناس بحكمة وذكاء.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قادرًا على حل المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة، وكان يجيد فن التعامل مع الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم، وكان قادرًا على إقناعهم برأيه وهدايتهم إلى سواء السبيل.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمتع بقدرة عالية على الإقناع والتأثير في النفوس، فكان الناس ينصتون إليه باهتمام شديد ويقتنعون بكلامه ويقتدون بأفعاله.

الشجاعة والصبر والإقدام

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شجاعًا مقدامًا لا يهاب الموت في سبيل الله، فكان يقاتل الأعداء بشجاعة نادرة، وكان صابرًا محتسبًا في الشدائد، وكان يثبت المسلمين ويطمئنهم في أوقات الفتن والمحن.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخشى في الله لومة لائم، فكان يصدع بالحق ولا يخاف من عواقب ذلك، وكان يدافع عن المستضعفين والمظلومين، وكان يبغض الظلم والفساد.

واجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الصعوبات والتحديات في سبيل نشر رسالة الإسلام، ولكنه صبر واحتسب وتوكل على الله، وتمسك بدينه ودعوته حتى انتصر في النهاية.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

التواضع والبعد عن الكبر والغرور

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متواضعًا جدًا، فلم يكن يحب أن يمتدحه الناس أو يرفعوه فوق قدره، وكان دائمًا يذكر فضل الله عليه وإحسانه، وكان يتعامل مع الناس بتواضع ورحمة.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعيدًا عن الكبر والغرور، فكان يخدم نفسه بنفسه، ويشارك المسلمين في أعمالهم، ويجلس معهم على الأرض، وكان يكره الطغيان والتكبر.

وعندما فتح الله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودخل مكة منتصرا، لم يركب فرسًا بل دخلها ماشيًا متواضعًا، ولم ينتقم من أعدائه الذين آذوه طوال عشرين عامًا، بل عفا عنهم وصفح عنهم.

العبادة والتعلق بالله

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شديد التعلق بالله -عز وجل-، فكان كثير العبادة والذكر والتسبيح، وكان يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها ويصوم رمضان ويعتكف في العشر الأواخر منه.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثير التهجد في الليل، وكان يصلي حتى تتورم قدماه، وكان يطيل السجود حتى تبتل لحيته، وكان دائمًا يذكر الله ويشكره ويستغفره.

(وإنك لعلى خلق عظيم) زكى الله نبيه في الآية

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دائم التضرع إلى الله -عز وجل- في جميع أموره، فكان يتوكل عليه في السراء والضراء، ويستعين به في كل حال، وكان الله لا يخيب رجاءه ولا يرده خائبًا.

التبشير بالجنة والثناء العظيم

ثنى الله -عز وجل- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الآيات في القرآن الكريم، ووصفه بأوصاف عظيمة، وبشره بالجنة والنعيم المقيم فيها.

قال تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”، وقال تعالى: ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا”، وقال تعالى: “إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر”.

ولا تزال أمة الإسلام إلى يومنا هذا تتذكر سیرته العطرة وتستمد من أخلاقه العظيمة وتتبع نهجه القويم في جميع أمور حياتها، فإنه خير من اتبع وخير من اقتدى به، ونسأل الله أن يرزقنا شفاعته ويجعلنا من أتباعه المخلصين.

كلمات مفتاحية:

– وإنك لعلى خلق عظيم
– خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
– طهارة القلب وصفاء السريرة
– الأخلاق الحميدة والسلوك القويم
– الحكمة والفطنة وجودة الرأي
– الشجاعة والصبر والإقدام
– التواضع والبعد عن الكبر والغرور
– العبادة والتعلق بالله
– التبشير بالجنة والثناء العظيم

أضف تعليق