(ويا قومي لا أسئلكم عليه مالا) من الأسس التي قامت عليها دعوة الأنبياء عليهم السلام مما دلت الآية
(ويا قومي لا أسئلكم عليه مالا) من الأسس التي قامت عليها دعوة الأنبياء عليهم السلام
مقدمة
“ويا قومي لا أسئلكم عليه مالا” هي آية قرآنية كريمة وردت في سورة هود، وتعد من الأسس الجوهرية التي قامت عليها دعوة الأنبياء والرسل عليهم السلام، حيث دعوا أقوامهم إلى عبادة الله وحده دون إله آخر، ولم يطلبوا منهم أي مقابل مادي على دعوتهم.
1. إخلاص الدعوة لله تعالى
كان الأنبياء عبادا مخلصين لله تعالى، لا يبتغون من وراء دعوتهم إلا وجه الله ورضاه.
لم يسعوا إلى جمع الأموال أو السلطة أو الجاه، بل كان هدفهم الوحيد هداية الناس إلى طريق الحق.
وضحوا بإنفاق أموالهم وأنفسهم في سبيل الدعوة، ولم يطلبوا أي مقابل مادي على ذلك.
2. نزاهة الدعوة وعدم الاستغلال
لم يستغل الأنبياء حاجة الناس أو جهلهم لتحقيق مكاسب شخصية.
كانوا صادقين في دعوتهم، ولم يقصدوا منها أي أغراض دنيوية.
رفضوا أي محاولات لشراء ذممهم أو إغرائهم بالمناصب أو الأموال.
3. الثقة بالله تعالى
آمن الأنبياء بأن الله هو الرزاق، وأنه سيكفيهم ويحفظهم في دعوتهم.
لم يتكلوا على الناس أو يخشوا حرمانهم من الأموال.
استمدوا قوتهم وعزيمتهم من إيمانهم بالله وحكمته.
4. العزة النفسية
رفض الأنبياء أن يكونوا عبيدا للأموال أو الملذات المادية.
حافظوا على كرامتهم وعزتهم، ولم يرضوا أن يدينوا لأحد بفضل أو منة.
اكتفوا باليسير من متاع الدنيا، وركزوا على نشر رسالة التوحيد.
5. الرحمة والرأفة
لم يكن الأنبياء دعاة قساة أو متعصبين، بل كانوا رحماء بأقوامهم.
عطفوا على الفقراء والمساكين، وواسوا المكروبين.
دعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجنبوا العنف أو الإكراه.
6. الصبر والتحمل
واجه الأنبياء الكثير من التحديات والاضطهادات في دعوتهم.
صبروا على الأذى والشتائم والسخرية.
تحملوا محن الدنيا وثبتوا على مبادئهم ودعوتهم.
7. الحكمة في الدعوة
خاطب الأنبياء عقول الناس وقلوبهم، ولم يسعوا إلى فرض آرائهم بالقوة.
استخدموا أساليب متنوعة في دعوتهم، كالخطابة والحوار والإقناع.
تجنبوا الجدال العقيم، وركزوا على جوهر الدعوة وأهدافها النبيلة.
خاتمة
إن مبدأ “ويا قومي لا أسئلكم عليه مالا” هو جوهر رسالة الأنبياء والمرسلين، الذين دعوا أقوامهم إلى عبادة الله وحده دون مقابل مادي. وقد تجسد هذا المبدأ في إخلاصهم لله ونزاهة دعوتهم وثقتهم به عز وجل وعزتهم النفسية ورحمتهم وصبرهم وحكمتهم. فلتكن هذه الآية الكريمة منهجا لنا في حياتنا، لنصون دعوتنا لله ونبذل في سبيلها دون انتظار مقابل مادي.