( يجوز للحاج أن يقف يوم عرفة في أي مكان داخل حدودها صح أم خطأ )
يجوز للحاج أن يقف يوم عرفة في أي مكان داخل حدودها صح أم خطأ
مقدمة
يوم عرفة هو أحد أهم الأيام في حج المسلمين، حيث يقف الحجاج على جبل عرفة ويؤدون مجموعة من الطقوس الدينية. وقد اختلف الفقهاء حول ما إذا كان يجوز للحاج أن يقف في أي مكان داخل حدود عرفة أم لا.
جواز الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة
ذهب جمهور الفقهاء ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة. ويستدلون على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة، فمن جاء ليلة عرفة فقد تم حجه”.
أقوال وأدلة المختلفين
المالكية: قال المالكية إنه يجوز للحاج الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة، سواء كان على جبل عرفة أو في بطحاء عرفة أو في أي مكان آخر. واستدلوا على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف في وادي عُرنة، وهو خارج حدود جبل عرفة.
الشافعية: قال الشافعية إنه يجوز للحاج الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة، سواء كان في الجبل أو في السهل. واستدلوا على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عرفة كلها موقف”.
الحنابلة: قال الحنابلة إنه يجوز للحاج الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة، سواء كان على جبل عرفة أو في بطحاء عرفة أو في أي مكان آخر. واستدلوا على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الحج عرفة، فأينما وقفتَ من عرفة فقد وقفت”.
مخالفة الحنفية
خالف الحنفية جمهور الفقهاء في هذه المسألة، وقالوا إنه لا يجوز للحاج الوقوف إلا على جبل عرفة نفسه. ويستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يفيض الحاج حتى يقف بعرفة”.
مسائل متعلقة بالوقوف
وقت الوقوف: يبدأ وقت الوقوف بعرفة من ظهر يوم عرفة وينتهي بغروب الشمس.
شروط الوقوف: يشترط لصحة الوقوف بعرفة أن يكون الحاج محرماً وأن يكون واقفاً داخل حدود عرفة وأن يكون قد نوى الوقوف.
فضائل الوقوف: الوقوف بعرفة هو ركن من أركان الحج، وهو أحد أهم الأعمال التي يقوم بها الحجاج. وقد ورد في فضل الوقوف بعرفة أحاديث كثيرة، منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة”.
الخلاف في عِلّة وجوب الوقوف
اختلف الفقهاء في علة وجوب الوقوف بعرفة، فقال بعضهم: إنه لبيان المكان الذي حمد فيه إبراهيم ربه تعالى على تمام النعم وتمام الدين. وقال آخرون: ليشهدوا منافع لهم ويدعوا الله تعالى. والراجح أن علة الوجوب هو الإتيان بفعل يختص بهذا الموقف العظيم دون غيره.
القول الراجح
القول الراجح في هذه المسألة هو جواز الوقوف في أي مكان داخل حدود عرفة، سواء كان على جبل عرفة أو في بطحاء عرفة أو في أي مكان آخر. وهذا القول هو مذهب جمهور الفقهاء ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة.
خاتمة
يجوز للحاج أن يقف يوم عرفة في أي مكان داخل حدودها، سواء كان على جبل عرفة أو في بطحاء عرفة أو في أي مكان آخر. وهذا القول هو مذهب جمهور الفقهاء ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة. ويستدلون على ذلك بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الحج عرفة، فمن جاء ليلة عرفة فقد تم حجه”.