﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ﴾ تدل الآية على
ما عندكم ينفد وما عند الله باق
تُعتبر الآية الكريمة “﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾” من الآيات القرآنية العميقة التي تحث المؤمنين على التعلق بالخالق سبحانه وتعالى والزهد في متاع الدنيا الفاني، وفي هذا المقال، سنستعرض دلالة الآية الكريمة وأهم العبر المستفادة منها.
دلالة الآية الكريمة
تدل الآية الكريمة على أن جميع ما يمتلكه الإنسان في هذه الدنيا من مال وجاه وسلطان هو زائل وفانٍ، وأنه لا يبقى إلا ما عند الله تعالى من عمل صالح وثواب دائم. وقد وردت هذه الآية في سياق الآيات التي تصف عاقبة المتكبرين الذين يتفاخرون بنعم الله عليهم، وتبين لهم أن ما عندهم لا يساوي شيئًا أمام ما عند الله تعالى من ملك دائم وفضل لا ينقطع.
الزهد في الدنيا
تحث الآية الكريمة على الزهد في متاع الدنيا الفاني والتعلق بالله تعالى، فكل ما في هذه الدنيا من مال وشهوات ومتع هو زائل لا محالة، ولا يجلب للإنسان السعادة الحقيقية أو الراحة الدائمة. ولذلك، يجب على المؤمن أن يقدم الآخرة على الدنيا، وأن يحرص على اكتساب الأعمال الصالحة التي تدوم له في الحياة الآخرة.
فضل الآخرة
تؤكد الآية الكريمة على فضل الآخرة وأنها هي الدار الباقية والنعيم الدائم، وأن ما عند الله تعالى من ثواب وثواب وثواب لا ينفد ولا يزول. ولذلك، يجب على المؤمن أن يعمل ويجاهد في هذه الدنيا استعدادًا للآخرة، وأن يكون هدفه الأساسي هو نيل رضا الله تعالى والفوز برحمته في الجنة.
التعلق بالله تعالى
تدعو الآية الكريمة المؤمنين إلى التعلق بالله تعالى والتوكل عليه، فما عند الله تعالى هو باق دائم، وهو الذي ينجي الإنسان من شرور الدنيا وفتنها، وهو الذي يرزقه ويحميه ويهديه إلى الصراط المستقيم. ولذلك، يجب على المؤمن أن يعتمد على الله تعالى في كل أموره، وأن يثق به ويطمئن إلى فضله ورحمته.
الرضا بالقضاء والقدر
تذكرنا الآية الكريمة بأن ما عند الله تعالى هو باق دائم، وأن ما عندنا هو زائل وفانٍ، وهذا يعلّمنا الرضا بالقضاء والقدر، وقبول ما كتبه الله تعالى لنا في هذه الدنيا. فما عند الله تعالى هو خير لنا وإن لم نفهمه في حينه، وهو الذي يقدر لنا ما فيه صلاحنا وصلاح ديننا.
التوكل على الله تعالى
تحث الآية الكريمة المؤمنين على التوكل على الله تعالى، فما عندنا هو زائل وفانٍ، إلا أن ما عند الله تعالى هو باق دائم. ولذلك، يجب على المؤمن أن يعتمد على الله تعالى في كل أموره، وأن يثق به ويطمئن إلى فضله ورحمته. وينبغي عليه أن يعلم أن الله تعالى هو خير حافظ وهو خير وكيل.
العبادة الخالصة
تدعونا الآية الكريمة إلى العبادة الخالصة لله تعالى، فعبادته هي التي تدوم وتبقى، أما ما نفعله من أعمال دنيوية فهي زائلة وفانية. ولذلك، يجب على المؤمن أن يخلص نيته لله تعالى في كل ما يفعل، وأن يبتغي وجهه الكريم في عباداته ومعاملاته.
الخاتمة
تختتم الآية الكريمة ببيان واضح لا لبس فيه، وهو أن ما عند الله تعالى هو باق دائم، وأن ما عندنا هو زائل وفانٍ. وهذا يذكرنا بالحقيقة الأبدية وهي أن الدنيا دار فانية، وأن الآخرة هي الدار الباقية. ولذلك، يجب على المؤمن أن يحرص على اكتساب الأعمال الصالحة التي تدوم له في الحياة الآخرة، وأن يتعلق بالله تعالى ويوكل أمره إليه في كل حين.