( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ؟

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

يُعدُ الفأل أحد الأمور التي شغلت حيزًا كبيرًا في حياة الإنسان، وارتبط وجوده بالكثير من الثقافات والمعتقدات عبر العصور المختلفة، فنجد أن هناك من يرى فيه بابًا من أبواب التفاؤل بغدٍ أفضل، في حين ينظر إليه آخرون على أنه ضربٌ من الخرافة والوهم لا أساس له من الصحة، فما هو الفأل؟ وما مدى صحته؟ وما موقف الشرع منه؟

تعريف الفأل

الفأل هو الاعتقاد بأن حدوث شيء ما أو رؤيته أو سماعه يعد إشارة إلى حدوث أمر آخر خيرًا كان أم شرًا، فعلى سبيل المثال يرى البعض أن رؤية القمر ليلة اكتماله فأل حسن، بينما يرى آخرون أن سماع صوت الغراب نذير شؤم، وهكذا.

أنواع الفأل

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )
( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

ينقسم الفأل إلى قسمين رئيسيين، هما:

1. الفأل الحسن:
2. الفأل السيئ:

موقف الشرع من الفأل

لقد تناول الشرع الإسلامي مسألة الفأل بالتفصيل، فبين موقفه منها من خلال النصوص الشرعية، وأكد على أمور عدة منها:

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

1. عدم جواز التطير

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

والتطير هو التشاؤم من شيء ما ورؤيته فألًا سيئًا، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطير، فقال: “لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر”، وهو ما يؤكد عدم صحة نسبة الأمور السيئة إلى أمور أخرى.

2. الأمر بالتفاؤل

حثنا الشرع الإسلامي على التفاؤل وحسن الظن بالله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفاءلوا بالخير تجدوه”، والتفاؤل ينافي التشاؤم والفأل السيئ.

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

3. جواز الفأل الحسن

أقر الشرع جواز الفأل الحسن، بشرط ألا يتحول إلى اعتقاد جازم، وأن لا يؤدي إلى ترك الأسباب أو التواكل، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل بأسماء الأشخاص وأماكنهم، وكان يقول: “خير الأسماء عند الله عبد الله وعبد الرحمن”، وكان يفعل أشياء معينة قبل الخروج إلى الغزوات، وكان يرى فيها فألًا حسنًا.

محاسن الفأل الحسن

وللفأل الحسن العديد من المحاسن، منها:

( شرع الفأل لما فيه من محاسن ومنها حسن الظن بالله صح أم خطأ )

1. بعث التفاؤل والأمل

فالفأل الحسن يبعث في النفس شعورًا بالتفاؤل والأمل، وينشط النفس نحو تحقيق أهدافها، فمن يرى شيئًا ما على أنه فأل خير يزداد إيمانًا بأن الأمور ستسير على ما يرام.

2. زيادة الثقة بالنفس

كما أن الفأل الحسن يزيد من ثقة الفرد بنفسه وبقدراته، فيجعله أكثر عزيمة وإصرارًا على تحقيق أهدافه.

3. تعزيز العلاقات الاجتماعية

ويمكن أن يعزز الفأل الحسن من العلاقات الاجتماعية، فعندما يتفاءل الفرد بشخص ما أو شيء ما، فإنه يزداد محبة وتعلقًا به.

حسن الظن بالله

ويرتبط الفأل الحسن بحسن الظن بالله تعالى، فمن يرى فألًا حسنًا فإنه يتفاءل بخير الله تعالى، ويزداد إيمانًا بعظمته وقدرته، وهذا من أعظم محاسن الفأل الحسن.

التحذير من المبالغة في الفأل

ومع ما للفأل الحسن من محاسن، إلا أنه يجب الحذر من المبالغة فيه، فالإفراط في التفاؤل قد يؤدي إلى التهاون في اتخاذ الأسباب والاعتماد على الفأل فقط، وهو ما يتعارض مع تعاليم الشرع الإسلامي التي تحث على الأخذ بالأسباب والسعي نحو تحقيق الأهداف.

الخاتمة

وفي الختام، يمكن القول بأن الفأل الحسن جائز شرعًا ومستحب ما دام لا يؤدي إلى التطير أو ترك الأسباب أو التواكل، وله العديد من المحاسن، منها بث التفاؤل والأمل وزيادة الثقة بالنفس وتعزيز العلاقات الاجتماعية، أما الفأل السيئ فهو مكروه، وقد حذر منه الشرع.

أضف تعليق