( من أمثلة شعب الإيمان القلبية )
شعب الإيمان القلبية
إنَّ الإيمان هو التصديق الجازم بمقتضيات الرسالة المحمدية، وقد عرَّف بعض العلماء الإيمان على أنَّه قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان، وإنَّ للإيمان أربعة شعب وهي: شعب المعرفة، وشعب التصديق، وشعب التصديق، وشعب الإذعان، وشعب الانقياد.
شعب معرفة الرب
إنَّ شعب معرفة الرب هو أول شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب في معرفة الله -تعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ومعرفة أحكام التوحيد، وتوحيد الله -عزَّ وجلَّ-، والإيمان بنبوَّته، وبجميع ما جاء من عنده، ومعرفة ملائكته -عليهم السلام- وكتبه ورسله واليوم الآخر، فيجب على المسلم أن يكون على معرفة كاملة بالله -تعالى- وبكلِّ ما يتعلَّق به.
شعب الإقرار بالرب
إنَّ شعب الإقرار بالرب هو ثاني شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب بالإقرار بالله تعالى خالقًا ورازقًا وحده، ومُدبرًا لشؤون هذا الكون الواسع، والإيمان باليوم الآخر، وبأنَّ الله -تعالى- هو وحده من يملك السلطان يوم القيامة، كما يجب على المسلم الإيمان بالملائكة والكتب والرسل والقدر خيرًا وشرًا.
شعب محبة الرب
إنَّ شعب محبة الرب هو ثالث شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب بحب الله -تعالى- وحب ما يحب، وحبِّ حُبَّه ومحبوبه، وهذا الحب هو حب القلب، والذي يتغلغل في نفس المُحب فيميل به إلى المحبوب، وإنَّ محبة الله -تعالى- من أهم شعب الإيمان، لأنَّ الله -تعالى- ذكر أنَّه يحب الذين يحبونه.
شعب الخوف من الرب
إنَّ شعب الخوف من الرب هو رابع شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب بخوف المسلم من الله -تعالى- والحذر من عصيانه، والتخوّف من بطشه ونقمته وعقابه، وهذه الخشية هي أدب المسلم مع ربه؛ إذ فيها كمال العبودية لله تعالى، كما يجب أن يُحب المُسلم الخير للعالمين، ويُبغض الشر لهم.
شعب الرجاء في الرب
إنَّ شعب الرجاء في الرب هو خامس شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب في الأمن من عذاب الله -تعالى-، والطمعُ في رحمته، والرجاءُ فيما عنده، واليقين بأنَّ الله لا يُضيع أجر المُحسنين، ومن علامات الرجاء أن يكون المسلم مُعينًا للناس، ويحسن إلى الناس، ومتفائلًا بالمُستقبل، واثقًا بعون الله تعالى وتوفيقه.
شعب التوكل على الرب
إنَّ شعب التوكل على الرب هو سادس شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب بالاعتماد على الله -تعالى- والتفويض إليه، وحُسن الظن به، والطمأنينة إليه، والرضا بقضائه وقدره، والاستعانة به في كل الأمور، واليقين بأنَّ الخير كل الخير فيما قضاه الله تعالى.
شعب الإنابة إلى الرب
إنَّ شعب الإنابة إلى الرب هو سابع شعبٍ من شعب الإيمان القلبية، ويتمثل هذا الشعب في الرجوع إلى الله -تعالى- بكُلِّ ما يُحب ويرضى، والإقبال عليه، والاستعاذة به من كل ما يغضبه، ومن علامات الإنابة أن يكون المسلم مُقبلًا على الطاعات مواظبًا عليها، وإذا أصابته المُصائب فإنه يلجأ إلى الله تعالى ويستعين به في أموره.
الخاتمة
إن شعب الإيمان القلبية هي من أهم أسس الإيمان، حتى أنَّها هي الإيمان نفسه، إذ إنَّ الإيمان هو التصديق الجازم بمقتضيات الرسالة المحمدية، وإنَّ للإيمان شعبًا أربعة، وهي: شعب المعرفة، وشعب التصديق، وشعب التصديق، وشعب الإذعان، وشعب الانقياد، وعلى المسلم أن يكون قويًّا في هذه الشعب حتى يكون مؤمنًا حقًا.