( توحيد الربوبية هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه ومدبره صح أم خطأ )

( توحيد الربوبية هو الإقرار بأن الله تعالى رب كل شيء ومالكه وخالقه ورازقه ومدبره صح أم خطأ )

توحيد الربوبية: الإقرار بأن الله هو رب كل شيء

مقدمة

يمثل توحيد الربوبية أساس العقيدة الإسلامية، وهو الإيمان بأن الله وحده هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء في الكون. ولذا، نجد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على هذا المبدأ وتبين مظاهره وأبعاده المختلفة.

أولاً: مفهوم توحيد الربوبية

يقصد بتوحيد الربوبية الاعتراف بأن الله تعالى هو الرب الحقيقي للعالم أجمع، وأنه وحده هو الذي يملك الخلق والرزق والتدبير. فالله سبحانه هو الذي أوجد هذا الكون من العدم، והוא الشرير الذي يرزق جميع الكائنات بلا استثناء، وهو المدير الذي يدير شؤون العالم بقدرته وحكمته.

ثانياً: مظاهر توحيد الربوبية

يتجلى توحيد الربوبية في عدة مظاهر رئيسية، منها:

الخلق

خلق الله تعالى كل شيء في الكون، وهو المالك له، ولا شيء سواه يمكن أن يكون خالقًا أو مالكًا.

الرزق

يرزق الله تعالى جميع الكائنات في خلقه، وهو الباسط الرزاق ذو القوة المتين. ولا يمكن لأحد أن يرزق إلا بإذنه وإرادته.

التدبير

يدبر الله شؤون العالم وفقًا لحكمته وإرادته، وهو المدير الذي لا يعجزه شيء. ولا يمكن لأي مخلوق أن يتدخل في تدبير الله أو يغير مساره.

ثالثاً: أدلة توحيد الربوبية

1.

الأدلة العقلية

يشير العقل إلى أن الكون لا بد له من خالق واحد وهو الله تعالى، لأن كل مخلوق لا بد له من صانع.
2.

الأدلة النقلية

تؤكد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على توحيد الربوبية، وتبين أن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء.
3.

الأدلة الكونية

يدل نظام الكون وإتقانه على وجود الخالق الحكيم المدبر، وهو الله تعالى الذي لا إله غيره.

رابعاً: فوائد توحيد الربوبية

1.

العبودية لله وحده

يؤدي توحيد الربوبية إلى إخلاص العبادة لله تعالى وحده، دون إشراك أحد معه.
2.

الطمأنينة والتوكل

يعطي توحيد الربوبية الطمأنينة والتوكل على الله تعالى، لأنه هو المدبر المدبر الذي لا يعجزه شيء.
3.

محاربة الشرك والوثنية

يؤدي توحيد الربوبية إلى نبذ الشرك والوثنية، والإيمان بأن الله تعالى هو وحده المستحق للعبادة والتقديس.

خامساً: مراتب توحيد الربوبية

للوحيد الربوبيتان مراتب متعددة حسب درجات الإيمان والمعرفة، منها:

1.

مرتبة العامة

وهي الإقرار بالله تعالى خالقًا ورازقًا ومدبرًا، دون الخوض في التفاصيل.
2.

مرتبة الخاصة

وهي معرفة أسماء الله وصفاته ودلائلها، والإيمان بالتوحيد الربوبي على أساس علمي وقاطع.
3.

مرتبة الخاصة الخاصة

وهي إحسان العبادة لله تعالى على أساس الإخلاص الخالص، والإيمان الكامل بالتوحيد الربوبي.

سادساً: شروط توحيد الربوبية

يشترط لتوحيد الربوبية ثلاثة شروط:

1.

الإقرار بالقلب

وذلك بالإيمان الصادق بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر.
2.

النطق باللسان

وذلك بالشهادة لله تعالى بالوحدانية والربوبية.
3.

العمل بالجوارح

وذلك بإخلاص العبادة لله تعالى وحده، واجتناب الشرك والوثنية.

سابعاً: خصائص توحيد الربوبية

1.

أنه توحيد ذاتي

بمعنى أنه لا يتعلق بغير الله تعالى، فالله وحده هو الرب الخالق والرازق والمدبر.
2.

أنه توحيد شامل

بمعنى أنه يعم جميع أفعال الله تعالى، فهو الخالق للكون وللكائنات، والرازق لها، والمدير لشؤونها.
3.

أنه توحيد لابد منه

فلا يمكن أن يكون هناك عالم بدون خالق أو رازق أو مدبر، والله تعالى هو وحده الذي يستحق هذه الأسماء والصفات.

خلاصة

يمثل توحيد الربوبية أساس العقيدة الإسلامية، وهو الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبر لكل شيء. ويتجلى هذا التوحيد في مظاهر مختلفة، ومن خلال الأدلة العقلية والنقلية والكونية.