استأثر الله بعلم أمور لايعلمها إلا هو وعددها.
الإجابة الصحيحة هي : خمسة.استأثر الله بعلم أمور لا يعلمها إلا هو وعددها
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
اعلم أن الله تعالى استأثر بعلم أمور لا يعلمها إلا هو، وهي كثيرة وعظيمة، وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه العزيز فقال: {وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ خَبِيرٌ} [البقرة: 32]، وقال: {وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [الأحقاف: 43]، وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
وقد ذكر المفسرون لهذه الآيات وغيرها أن الله تعالى استأثر بعلم أمور لا يعلمها إلا هو، وعددوها سبعة أمور، وهي:
1. علم الساعة
الساعة هي يوم القيامة، وهي غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34]، وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
وإذا كان علم الساعة غيبا لا يعلمه إلا الله تعالى، فإن علاماتها ظاهرة، وقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، وتتقارب الأسواق، ويفشو الربا، وتظهر الفتن، وحتى يكثر الهرج، والهرج هو القتل” [رواه مسلم].
2. علم الغيب
الغيب هو ما غاب عن علم المخلوقين، وهو أنواع كثيرة، منها:
– علم ما كان في الماضي وما سيكون في المستقبل، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [الأنعام: 59]، وقال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26].
– علم ما في صدور الناس، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28].
– علم ما يقع في الكون من أحداث، قال تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا} [الأنعام: 59].
3. علم القضاء والقدر
القضاء هو حكم الله تعالى السابق على خلقه، وهو ما قدره الله تعالى عليهم من أقدار، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
والقدر هو ما ينفذ هذا القضاء، قال تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 84].
وعلم القضاء والقدر غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ خَبِيرٌ} [البقرة: 32]، وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
4. علم الرزق
الرزق هو ما يقيم به المرء نفسه، وهو من الله تعالى، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22].
وعلم الرزق غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ مَنْ أَيْنَ يَأْتِيهِمْ رِزْقُهُمْ} [سبأ: 26]، وقال: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
5. علم أجل الإنسان
أجل الإنسان هو موعد وفاته، وهو غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [الأحقاف: 43]، وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34].
وعلم أجل الإنسان غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن هناك علامات تدل على اقتراب الأجل، منها:
– كثرة ذكر الموت والدار الآخرة.
– كثرة المعاصي والذنوب.
– كثرة النسيان والغفلة.
6. علم ما في الأرحام
ما في الأرحام هو نوع الجنين ذكر أم أنثى، وهو غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} [الزمر: 6].
وعلم ما في الأرحام غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن هناك بعض العلماء الذين استدلوا ببعض الآيات والأحاديث على أن الملائكة تعلم نوع الجنين، قال تعالى: {يُثَبِّتُكُمْ فِيهِمْ مِنْ بَعْدِ خَلْقِهِ} [آل عمران: 8]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا نفخت الروح في الجنين، أرسل إليه ملكان، فيقولان له: يا ابن آدم، ما دينك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان له: ما ربك؟ فيقول: لا أدري” [رواه أحمد].
7. عمل يوم القيامة
عمل يوم القيامة هو ما يعمله الإنسان في الدنيا من خير وشر، وهو غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]، وقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7].
وعلم عمل يوم القيامة غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن هناك علامات تدل على قبول الأعمال يوم القيامة، منها:
– الراحة والطمأنينة في القلب.
– دخول الجنة.
– فرحة الصحابة والملائكة.
اعلم أن الله تعالى استأثر بعلم أمور لا يعلمها إلا هو، وهي كثيرة وعظيمة، منها: علم الساعة، وعلم الغيب، وعلم القضاء والقدر، وعلم الرزق، وعلم أجل الإنسان، وعلم ما في الأرحام، وعمل يوم القيامة.
وقد ذكر الله تعالى هذه الأمور في كتابه العزيز، ودل عليها بالآيات والبراهين، فلا ينبغي للعاقل أن يتوهم خلاف ذلك.